الأربعاء، 19 أغسطس 2015

هل هي السنين العجاف؟؟ وفصول من تاريخ الشدئد والمجاعات بمصر




دقت الساعات وقرعت اجراس الكنائس لتعلن نهاية العام 2010 وبداية العام 2011 وايضاً نهاية يوم الجمعة وبداية السبت اول ايام الاسبوع ولم تمضي دقائق حتي كان صوت عنيف يهز المنطقة في محيط كنيسة القديسين بالاسكندرية ومع عنف الانفجار ووقوع ضحايا واحتراق سيارات قريبة من المنطقة كان المشهد عبارة عن صورة مصغرة لما سيشهدة العالم فيما بعد فقد اندلعت الثورة في تونس وتلتها مصر والبحرين وغيرها من الدول واندلعت اعنف حركة تمرد وأحتجاج في مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن والبحرين وبدأت المنطقة تهتز والارض تميد بمن عليها حيث احرقت اقسام الشرطة وأقتحمت السجون وسقط الألاف مابين قتيل وشهيد انهارت حكومات وانظمة وسقطت سوريا وليبيا واليمن في دوامة من العنف والصراع والحرب الاهلية التي ما ان تهدأ حتي تتجدد مرة ثانية لقد هبت رياح التغيير ليكتشف البشر انها ليست رياح وانما اعاصير عنيفة  وزاوابع امتدت من امريكا الي اندونسيا واحدثت فيضانات وكوارث في تايلند وغيرها من البلاد ثم ضرب زلزال عنيف اليابان محدثاً تسونامي اغرق البلد وتسبب في كارثة مفاعل فوكشيما الياباني لتتعرض اليابان وللمرة الثانية لكارثة التلوث الاشعاعي لقد قرر القحط والجفاف ان يشارك ايضاً بغزو بعض البلدان الافريقية وانتشرت لافتات تدعوا لمساعدة جيبوتي والصومال من المجاعات لقد امتد الصراع الي السودان ايضاً والتي انقسمت الي دولتين مع احتمال تقسيمها لاكثر من ذلك بينما الوضع في مصر لم يهدأ فمن صراع بين احزاب وائتلافات وجبهات الي وقوع الكثير من الاحداث والاشتباكات وتعطيل لجميع المرافق والخدمات الي انهيارات متتتالية في البورصة والاسواق المالية مع غلاء رهيييب في الاسعار وعدوان صاخب علي الاراضي الزراعية لم ينتهي حتي وقتنا هذا وتفشي الاوبئة والامراض بين الطيور والحيوانات لتحصد الكثير منها وحتي الجراد بدأ يهاجم المزروعات بشراسة اما جو مصر ومناخها تغير من طقس معتدل صيفاً دافئ شتاء الي طقس حااار ساخن صيفاً حيث حصدت موجة الحر هذا العام وحدة في مصروحدها مايقارب من 100روح  من المواطنين اما في باكستان فقد وصل الرقم الي 1500شخص بينما تحول الشتاء الي فصل ملئ بالبرد والصقيع حيث رأينا الثلوج تغطي ولأول مرة بعض الاماكن في مصر وحصدت موجة البرد بعض الارواح ايضاً هذا غير الارواح التي حصدتها روح العنف التي سيطرت علي البلاد من عام 2011 فقد انتشرت حوادث السرقة بالاكراه علي جميع الطرق وقد مرت البلاد بفترة كان السائقين يتحركون فيها في قوافل حتي يحمي بعضهم البعض كما انتشرت اعمال البلطجة والقتل بدون اي سبب او مبرر وأكتملت تلك الملحمة العنيفة بظهور جماعات مسلحة هنا وهناك في ليبيا واليمن وسوريا والعراق وفي سيناء بدأت نشاطها بتفجير بعض خطوط الغاز ثم طورت نفسها وأمتلكت الاسلحة والمعدات الثقيلة والخفيفة وبدأت تهاجم قوات الجيش والشرطة وتزرع العبوات الناسفة هنا وهناك مثيرة موجة من الاضطراب والعنف تكتمل مع انتشار الفوضي والفساد وكثرة حوادث السيارات وتصادم القطارات لتصنع مزيج من الفوضي والاضطراب والمحن والالم للمواطنين عامة ولكن الاسوأ كان ينتظر دول العراق والشام حيث بدأت التصدعات والانهيارات تحدث في العراق بسبب الطائفية والعنصرية بين السنة والشيعة فتم تفجير السجون واقتحامها وتحول الصراع الي صراع عنيف مسلح حمل كل طرف من اطرافة السلاح مصوباً اياة تجاه الاخرين بلا رحمة او شفقة اما في سوريا فقد نزح ملايين السوريين وتشردوا في بلاد الله بعد ان تحولت بلادهم الخضراء الجميلة الي جحيم لايطاق فمنهم من أبتلعة البحر ومنهم من قتلته موجات البرد والصقيع داخل المخيمات ومنهم من وجد نفسة تائهاً مشرداً داخل بلاد غريبة وامتد التطرف والارهاب ليحصد العديد من الارواح فمن تفجير مساجد في السعودية والكويت الي احداث قتل واغتيالات هنا وهناك وانتشار نبرة العنف والكراهيه والتخوين تمضي بنا الحياة والله وحدة يعلم متي يعود السلام ويرخي ربوعه علي تلك المناطق التي ضربتها اعاصير التغييير أنها سنين عجاف فهل تنتهي حين تكتمل نصاب السبع سنوات كما حدث في شدائد سابقة والتي سأرويها لكم ...

الشدة المستنصرية 

وهي من اشد المحن والمجاعات التي وقعت بمصر وقد استمرت سبع سنوات من 457هـ : 464هـ وقد روي المؤرخون عن تلك الشدة الأهوال مما لا يكاد ان يصدقة العقل يقص لنا المؤرخ الكبير موفق الدين عبد اللطيف البغدادي.... نبأ تلك المجاعة المفجعه التي حدثت في فيقول في كتابه القيم "الإفادة و الإعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر"
يقول: و اشتد بالفقراء الجوع حتى أكلوا الميتات والجيف والكلاب والبعر والأرواث ،ثم تعدوا ذلك إلى أن أكلوا صغار بني آدم فكثيرا ما يعثر عليهم ومعهم صغار مشويون أو مطبوخون فيأمر صاحب الشرطة بإحراق الفاعل لذلك والآكل ، ورأيت صغيراً مشوياً في قفة وقد أحضر إلى دار الوالي ومعه رجل وإمرأة زعم الناس أنهما أبواه فأمر بإحراقهماو يصف مشاهداته المروعة فيقول " ووجد في رمضان وبمصر رجل وقد جردت عظامه عن اللحم فأكل وبقى قفصاً كما يفعل الطباخون بالغنم.. ولقد رأيت إمراة يسحبها الرعاع في السوق ظفروا معها بصغير مشوي تأكل منه ،وأهل السوق ذاهلون عنها ومقبلون على شئونهم وليس فيهم من يعجب لذلك أو ينكره ، فعاد تعجبي منهم أشد وما ذلك إلا لكثرة تكرره على إحساسهم حتى صار في حكم المألوف الذي لا يستحق أن يتعجب منه، ورأيت قبل ذلك بيومين صبياً نحو الرهاق مشوياً وقد أخذ به شابان أقرَا بقتله وشيِّه وأكل ْ بعضه و يحكي قصص مزعجة في هذا السياق وكلها تدور حول فقراء جوعى من رجال ونساء وقد انتشروا في شوارع القاهرة يخطفون الصغار ويأكلونهم ، وقد أصابهم الجوع بالسعاروالجنون، وأنه إذا عوقب أحدهم بالحرق ما لبث أن يأكله الآخرون.
و يقول تلك العبارة المؤلمة " ثم فشا فيهم أكل بعضهم بعضاً حتى تفانى أكثرهم ، ودخل في ذلك جماعة من المياسير والمساتير، منهم من يفعله احتياجاً ومنه من يفعله استطابة
ثم يحكي عن الحيل التي كان يخترعها بعضهم للإيقاع بالناس وأكلهم .. ويقول أن الوالي حكي له أن إمراة دعيت إلى وليمة فوجدت لحماً كثيراً فاسترابت في الأمر وسألت بنتاً صغيرة من المنزل سراً عن ذلك اللحم فقالت:إنها فلانة السمينة دخلت لتزورنا فذبحها أبي وها هي معلقة.. فهربت السيدة إلى الوالي فهجم على المنزل ولكن هرب صاحب البيت .
ويروي من الغرائب أن إحدى النسوة الأثرياء كانت حاملاً وكان جيرانها من الصعاليك فكانت تشم عندهم رائحة طبيخ فاشتهت منه كما هي عادة الحبالى فأكلت منه وأحبته وعرفت منهم أنه لحم آدمي فأدمنته وصاروا يتصيدون لها وغلبها السعار ، واكتشف أمرها في النهاية فحبست وأرجئ قتلها احتراماً لزوجها الغائب حتى تضع حملها..
و يقول عبد اللطيف البغدادي أنه يحكي ما يشاهده دون قصد، وأن ما رآه أكثر مما يحكيه وأنه كثيراً ما كان يفر مما يرى من بشاعته.
و يقول إن المضبوطات في بيت الوالي كانت تشتمل على كوارع ورءوس آدمية وأطراف مطبوخة في القمح وغيره
و يقول وكثيراً ما يدعي بعضهم أنه يأكل ولده!و زوجه أو حفيده ولئن يأكله هو خير من أن يأكله غيره 
و يقول ومما شاع أيضا نبش القبور وأكل الموتى وبيع لحمهم، وهذه البلية وجدت في جميع بلاد مصر من أسوان وقوص والفيوم والمحلة والاسكندرية ودمياط وسائر النواحي .
و تحدث عن قطع الطريق وقتل المسافرين وعن موت الفقراء في الطرقات والجثث العائمة في النيل ، وخلو القرى والمدن من السكان ، وتحدث عن بيع الأولاد والبنات بدراهم معدودة ،حتى تباع الفتاة الحسناء بدراهم ، ويقول أنهم عرضوا عليه فتاتين مراهقتين بدينار واحد ، وأنه رأى فتاتين إحداهما بكر يُنادى عليهما باحدى عشر درهماً ، وقد سألته إمرأة ان يشتري إبنتها وكانت جميلة دون البلوغ بخمسة دراهم فقال لهم إن ذلك حرام فقالت له: خذها هدية .!! ويقول إن كثيراً من النساء والولدان أصحاب الجمال كانوا يترامون على الميسورين ليشتروهم أو يبيعوهم .. ووصل بعضهم إلى إيران
و في هذه المحنة برز بعض الفجرة الأغنياء اشتروا الأحرار الجوعى واسترقوا النساء الحرائر بأقل الأثمان ويحكي البغدادي أن بعضهم كان يفتخر بأنه اشترى خمسين بكراً أو سبعين
و  عندما رأي المستنصر ما آل إليه الحال من فساد و فتن بين الأتراك و الأحباش و القحط و الجوع و هلاك الناس، و وجد نفسه وحيداً لا يملك من المال ما يصلح به الأحوال، و لا يجد من القوة ما يضرب بها علي يد المفسدين، عندما رأي ذلك، أرسل إلي والي عكا بدر الجمالي، و كان مشهوراً بالحزم و القسوة و حسن التدبير، يستنجد به، و وعده أن يوليه علي وزارة مصر إن هو قطع رؤوس الفتن و أعاد الأمن و الأمان.
فجاء بدر الجمالي إلي مصر و معه جنده من الأرمن، و دخل القاهرة سنة 465 هـ ، و نجح في وضع حد للفوضي و الجرائم و الفتن، فتخلص من كل رؤوس الفساد و الفتن في مذبحة الجمالية،  و أعاد السيطرة علي الحكومة و أعاد سلطة القانون للبلاد، و صار لقبه أمير الجيوش بدر الجمالي، و إليه ينسب حي الجمالية بالقاهرة

السنين العجاف في عهد يوسف علية السلام

في العصور القديمة ضربت اغلب البلاد مجاعة وقحط شديد حيث كانت مجاعة عالمية وشدة لم يشهد العالم لها مثيل وشاء الله عز وجل ان يجعل نبية يوسف ابن يعقوب عليهما السلام هو من يتولي تدابير معالجة تلك الازمة والصمود حتي تنتهي الشدة وتزول وبالتالي انقاذ العالم بأكملة من الموت والهلاك جوعاً 
وتبدأ القصة بحلم مفزع يراة ملك مصر في منامه وتتكرر نفس الرؤيا عدة مرات حيث يري الملك في كل مرة انه واقف بالقرب من نهر النيل وفجأة تخرج من النهر سبع بقرات ثمينة ممتلئة وما تكاد ان تصل اقدامها الي البر وتبدأ في الرعي حتي يقذف النهر بسبع بقرات أخرين نحاف ابدانهم هزيلة فتنقض الابقار النحيفة علي الابقار الثمينة فتأكلها في مشهد قاسي ومفزع وبعدها يري سبع سنبلات خضر تنمو علي شاطئ النهر ثم تختفي ويبقي مكانها سبع سنبلات يابسات واحتار الملك في تلك الرؤيا ولم يجد من يفسرها الي ان رشح له ساقية نبي الله يوسف علية السلام والذي كان حبيس السجن وقتها بسبب كيد أمرأة العزيز فقد كان يوسف علية السلام جميلاً جداً كان يحب مصر وأهلها وقد احبه اهل مصر حتي افتتنت به النساء لشدة جمالة وقد دعا الله ان يصرف عنه كيد النساء ولو كان دخولة السجن هو السبيل لذلك فلما ذهب رسول الملك ليوسف عليه السلام وفسر للملك رؤياه علي انها سنين الجوع والقحط التي ستأتي علي البلاد أنبهر الملك بيوسف وطلب منه ان يكون من المقربين وأن يختار المنصب الذي يعجبه فأختار يوسف عليه السلام ان يكون أميناً علي خزائن الارض وان يتولي ادارة تلك الازمة القاحلة التي ستأتي لا محالة علي البلاد 
وكما يروي القرأن فأن يوسف علية السلام استطاع ان يوفر الغذاء والامان لمصر وللعالم اجمع وان يتجاوز الازمة الاقتصادية التي مرت بالبلاد حتي جاء له القاصي والداني من شتي بقاع العالم يطلبون الغذاء والقمح والشعير وان يرخي عليهم من عدلة وجودة حيث ان الانهار توقفت عن الفيضان واجدبت الاراضي وتوقفت عن الاثمار ولولا ان سخر الله نبيه يوسف لتلك المهمة لكان البشر قد أفني بعضهم البعض فلله الحمد والشكر والنعمة 

سنين الشدائد والمجاعات 

يروي لنا المؤرخون عن وقوع مصر في الشدائد والمجاعات وتفشي الفساد مرات عديدة وفي كل مرة كان يستمر الحال سبع سنوات ثم تنتهي الازمة ويثوب البشر الي رشدهم ويعود الناس الي الترابط والتوحد والاصطفاف في وجه كل فاسد وشرير وما رويناة من السنين العجاف في عهد يوسف والشدة المستنصرية رويناة لأنهما اشهر الابتلائات التي وقعت بالبلاد ولانملك في النهاية الا ان نقول اللهم أرفع مقتك وغضبك عنا يارب العالمين 
للمزيد تابعونا علي صفحة 
https://www.facebook.com/abu7madfans
ابوحماد اليوم علي الفيس بوك وشكراً