الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

رسولنا مدرسة الاخلاق (1) تعلمت منه العفو

الساعة الـ3 مساءً تدق .. وليلة طويلة لا تريد ان تمر كنت احاول أن أغمض عيوني بقوة عسي ان أجلب النعاس اليها ولكن دون فائدة كان هناك ما يقلقني بالفعل فقد كانت الدراسة علي الابواب وكنت قد عملت نصف الاجازة في اعمال الخرسانات حتي اوفر مال للدراسة ولكن الفترة التي عملتها لم اتقاضي عنها اي أجر لقد تهرب منا مقاول الانفار وتملص من دفع اجورنا لقد عملت بجهد وأخلاص ولكني لم اتقاضي اجري وهاهي الدراسة تدق الابواب وقد تبخرت احلامي وأمالي في ان استطيع ان اتحمل اعباء العام الدراسي وحدي كنت ليلتها اشعر بالغضب والضيق والتوتر 
احاول ان اتحايل علي النوم ولكن يبدو انه قرر ان يرحل عني هو الاخر ..
قمت وانا اشعر بغضب شديد وحقد هائل ضد هذا الشخص الذي استباح لنفسة ان يأكل جهدي وعرقي وبدأت ابحث عن شئ اقرأة فوقعت في يدي قصة "اسد الله حمزة بن عبدالمطلب " 



بدأت في قرأتها وبدأت احداثها تشدني اليها بقوة وكأني اغوص في هذا العالم البعيد الجميل المحبب 
فهاهو حمزة يأخذ علي عاتقة ان يحمي رسول الله ويصد عنه أذي الكفار 
هاهو رسول الله يتعلق بعمة حمزة ويحبة حب اليتيم الذي وجد صدراً حنوناً يدافع عنه 
هاهو رسول الله يبكي ويتضرع لله عز وجل أن يهدي حمزة للأسلام 
وهاهي الحمية والاندفاع في حب رسول الله والدفاع عنه تجعل حمزة يشهر اسلامة 
الحياة تمضي ويهاجر حمزة في وضح النهار متحدياً كفار وسادات قريش 
انه الاسد الجسور الذي صال وجال في غزوة بدر يفتك بكفار ومشركي مكة حتي اصاب منهم الكثير وعادوا مهزومين مكسورين فأمتلا قلب هند بنت عتبة بالحقد والكراهيه وقررت ان تقتلة مهما كان الثمن . فتدفع لعبد حبشي اسمه وحشي ليقتل حمزة غدراً وغيلة 
يعود الاسد ليملأ قلوب المشركين رعباً ورهبه في غزوة أحد ولكن هناك وحشي يتربص به ومعه حربته منتظراً اللحظة والفرصة التي يقتله فيها غدراً .. يخالف الرماة اوامر الرسول وينكشف جيش المسلمين ويستغل وحشي الفرصة فيلقي بحربته تجاة اسد الله فتصيبة ويسقط حمزة شهيداً 
وتأتي هند بنت عتبة فتمثل بجثة حمزة اشد تمثيل لقد جدعت انفة وفقأت عينية وقطعت اذنية وشقت بطنه حتي اخرجت كبدة فمضغتها بأسنانها ثم لفظتها مرة ثانية 
ويصيب الرسول أسي وحزن حين يري ما اصاب عمه الذي طالما دافع عنه وطالما تعلق به وأحبة 
ويسمع الرسول صراخ وبكاء وأنين الثكالي فيقول بحزن " اما حمزة فلا احد يبكي عليه " 
فياتي المسلمين لرسول الله ليواسوة في عمة ويبكوا فراق حمزة اسد الله
وتمر السنين وتزداد قوة المسلمين ويأتي الرسول لمكة فاتحاً 
فيصيب الكفار الرعب والفزع وأكثر من أفزعهم قدوم رسول الله هما هند بنت عتبة ووحشي قتلة حمزة عم الرسول 
فما فعلوة بعم النبي لا يمكن ان يغتفر ابداً لقد قتلوة ومثلوا به شر تمثيل ولم يراعوا حرمة موته 
لقد حرموا الرسول من أكثر انسان احبه وتعلق به لقد اصابوا قلب رسول الله بأسي ولوعة فراق عمة الحبيب 
وهاهو الرسول يدخل مكة وينظر لأهلها وقد عذبوة وعذبوا اصحابة وقتلوا من المسلمين ما قتلوا لقد اغتصبوا اموال وديار المسلمين وطردوهم شر طردة وأضطهدوهم بكل قوة ينظر لهم الرسول وقد اصبحت اعناقهم بين يدية فيقول " ماذا تظنون أني فاعل بكم؟"
فيقولون "خيراً أخ كريم وابن اخ كريم" فيقول لهم بكل تسامح " أذهبوا فأنتم الطلقاء " هكذا بكل بساطة وتسامح يعفو عمن اساؤا الية واغتصبوا ماله وديارة ولكن ماذا عن قتلة حمزة؟ 
تأتي اليه هند بنت عتبة خاشعة من الزل طالبة ان يعفو عنها رسول الله وقد قتلت عمه وأكلت كبدة 
يعفو عنها رسول الله ويعفو عن وحشي ويدخلان الاسلام هما الاثنان 
ما كل هذا العفو سيدي المصطفي؟
ما كل هذا العفو سيدي رسول الله ؟
ما اعظمك وما ارحمك 

وانا لا استطيع ان اعفو عمن أكل علي بعض المال؟ 
هكذا قلتها لنفسي وهكذا قررت ان اعفو وأسامح لعلي اكون قد تقربت ولو شئ بسيط من قدوتنا ومعلمنا ومدرسة الاخلاق محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم 
بعدها بعام تقريباً علمت بوفاة المقاول فقد كان مصاب بالكبد حزنت عليه كثيراً ودعوت الله له بالرحمه والمغفرة 
فلولا رسول الله لما تعلمت العفو والمغفرة وأشهد يارسول الله انك رسولنا ومدرسة الاخلاق 

أتمني من كل من تعلم خلق عن رسول الله ان يرسل لي قصته و يشاركني كتابة سلسلة "رسولنا مدرسة الاخلاق " تابعوني علي 
www.facebook.com/abu7madfans
صفحة ابوحماد اليوم علي الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق